مباشر: أصبح البحث عن مصادر وبدائل أخرى للتمويل الشغل الشاغل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين لفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، بعد إعلان الولايات المتحدة مطلع الشهر الجاري، وقف تمويلها للوكالة.
وتساهم الولايات المتحدة بنحو 24% من الدعم المقدم لموازنة الوكالة البالغة 1.3 مليار دولار، حيث قدمت واشنطن دعماً بـ 364 مليون دولار لميزانية الأونروا خلال عام 2017، مقابل 60 مليون دولار خلال العام الجاري.
وقف التمويل بدأ بتقليص الدعم الأمريكي لـ"الأونروا"
لم يكن قرار الإدارة الأمريكية بوقف الدعم المقدم من جانبها للأونروا وليد اللحظة، بل سبقه إعلان الخارجية الأمريكية منتصف يناير من العام الجاري، بتعليق نصف مساعداتها الممنوحة لـ"الأونروا".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، إن الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار للأونروا وستعلق 65 مليون دولار أخرى في الوقت الراهن.
وأعقب هذا القرار تحركات من جانب "الأونروا" بدأت بإعلانها عن حملة عالمية لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.
وأوضح مفوض عام "الأونروا" بيير كرينبول، أن تخفيض الولايات المتحدة لمساعداتها الممنوحة للوكالة، إلى 60 مليون دولار بدلاً من 125 مليون دولار، قد يؤدي لعواقب وخيمة على حياة الملايين من لاجئي فلسطين.
مصادر التمويل
لم تقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عند هذا الحد، بل طالبت الدول التي تقدم مساعدات بتقديم موعد مساهمتها السنوية، وجاءت الاستجابة من جانب11 دولة لطلب"الأونروا".
وقال مفوّض عام الوكالة، إن الدول شملت "سويسرا وفنلندا والدنمارك والسويد والنرويج وألمانيا وروسيا، وبلجيكا والكويت وهولندا وأيرلندا".
ورفعت بلجيكا من قيمة دعمها لـ"الأونروا"، بتقديم منحة قيمتها 19 مليون يورو (23.31 مليون دولار) لمدة 3 أعوام.
وتبرعت الكويت بـ900 ألف دولار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين بالأراضي السورية.
وأوضحت "الأونروا"، أن التبرع الكويتي يعد الاستجابة الأولى التي تتلقاها رداً على الحملة العالمية لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.
وقدمت الحكومية اليابانية مساعدات طارئة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقيمة 5.4 مليون دولار، وقدمت الهند دعماً بقيمة 1.25 مليون دولار للوكالة.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، استمرار تقديم المملكة للدعم اللازم لوكالة الأونروا، لتمكينها من أداء مهامها، لصالح دعم ومساندة اللاجئين الفلسطينيين، كما بحثت مصر والأردن سبل توفير الدعم لـ"الأونروا."
كما دعت الصين من خلال بعثتها الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى زيادة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وتبرعت الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بنحو مليوني يورو (2.3 مليون دولار) لـ"الأونروا" بنهاية العام الماضي.
ومنذ 2007 قدمت إسبانيا تبرعات للوكالة بقيمة إجمالية 94.4 مليون يورو (109.29 مليون دولار)، فضلاً عن كونها أحد أعضاء اللجنة الاستشارية بالوكالة منذ عام 2005.
وفي العام 2017؛ قدمت إسبانيا دعماً للوكالة بقيمة 3.6 مليون يورو(4.17 مليون دولار)، إلى جانب تبرع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بمبلغ 400 ألف يورو(463 ألف دولار) للمناشدة الطارئة للأزمة الإقليمية السورية لعام 2017.
وقدمت الوكالة النمساوية للتنمية تبرعاً بقيمة مليون يورو (1.18 مليون دولار) لـ"الأونروا"، وتبرعت الكويت بـ 5 ملايين دولار؛ دعما للاجئي فلسطين ولعمليات "الأونروا" في سوريا بنهاية العام الماضي.
وبعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، وقف تمويلها للوكالة، أطلقت الحكومة الماليزية حملة لجمع التبرعات لدعم "الأونروا"، وتبرعت اليابان بـ600 مليون ين (5.4 مليون دولار) لدعم المعونة الغذائية للاجئي فلسطين في غزة.
أنظار "الأونروا" تتجه لدول الخليج وأوروبا
وتسعى الوكالة للحصول على تمويل إضافي من دول الخليج وشركاء أوروبيين في إطار محاولتها لسد عجز يبلغ 200 مليون دولار نتج عن قطع الولايات المتحدة تمويلها.
وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) ، يوم الاثنين، إن الوكالة تواجه أزمة مالية لم يسبق لها مثيل.
وأضاف بيير كرينبول: "وجدنا أنه من الضروري بالنسبة لنا سد العجز التاريخي الذي نواجهه والذي بلغ 446 مليون دولار الاتصال بالعديد من الدول الأخرى ومنها الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية"، وفقاً لـ"رويترز"
وأشار كرينبول، إلى أن كلاً من السعودية والإمارات وقطر أعلنت بالفعل عن دفع 50 مليون دولار للأونروا.
وتأسست" الأونروا" في عام 1949 لتقديم المساعدة وحماية حقوق لاجئي فلسطين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم.
وتقدم الوكالة خدماتها لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل لديها، فضلاً عن 711 مدرسة، و143 عيادة، علاوة على كل الخدمات الاجتماعية والإغاثية والإقراضية، ومعاهد مهنية وفنية.
